كــرول يـتـنـصــل مـن المسـئـوليــة

بدا الهولندي رود كرول المدير الفني لفريق الكرة الأول بنادي الزمالك ذكياً و مراوغاً في المؤتمر الصحفي وأبدي كفاءة ملحوظة في مرواغة أسئلة السادة الصحفيين، علي الرغم من أنه لم يكن كذلك في المباراة إطلاقاً وتسبب بتشكيله الخاطئ وتغييراته المتأخرة، وفشله في إدارة المباراة تكتيكياً في إضاعة فرصة ذهبية لإنزال الهزيمة بالأهلي.

كرول حمّل لاعبي الفريق وخاصة خط الدفاع مسئولية الهزيمة، خاصة وأن هذا هو لقاء القمة الأول لهم في تاريخهم الكروي، ولهذا ظهر الزمالك بشكل غير منظم دفاعياً وتسبب هذا في إحراز الأهلي لهدفه الوحيد وعلي ركلة الجزاء التي تصدي لها الحارس "المنحوس" محمد عبد المنصف.

والحقيقة فإن تصريحات الهولندي أثارت الغيظ في نفوس جماهير الزمالك، فكرول كان هو المسئول الأول عن الهزيمة بإرتكابه عدة أخطاء جسيمة تكفلت بإضاعة المباراة.

منذ الدقائق الأولي من اللقاء كان واضحاً إفتقار الزمالك لصانع الألعاب المهاري وكثيراً ما شاهدنا عمرو زكي خارج منطقة جزاء المنافس ويهبط لإستلام الكرة بنفسه نظراً لعدم وجود صانع ألعاب بالفريق.

كرول فشل في السيطرة علي خط الوسط تماماً ودانت السيطرة للأهلي طوال الشوط الأول، بالإضافة إلي عدم إمتلاك الزمالك لظهيريّ جنب، فالظهير الأيمن أحمد غانم سلطان لايجيد سوي إمتلاك الكرة والإنطلاق بها ولم نشاهد عرضية واحدة متقنة له مع الزمالك منذ مجيئه، أما أحمد مجدي الذي كان يؤدي في مركز الظهير الأيسر فلا نعلم السر وراء الدفع به في غير مركزه علي الرغم من وجود ثلاثة لاعبين يلعبون في نفس المركز وهم طارق السيد، خالد سعد، وأسامة حسن.. ومن غرائب كرول أيضاً إصراره علي استبعاد الأردني خالد سعد بدون سبب واضح، والذي وصفه الجنرال محمود الجوهري بأنه أفضل ظهير أيسر في قارة أسيا، وكذلك وصف هنري ميشيل له بأنه لاعب عالمي.. وفي ضوء ذلك كان من الطبيعي أن يمتلك الأهلي -أيضاً- السيطرة التامة علي الأطراف ونجح لاعبو الأهلي في سحب لاعبي الزمالك علي الأطراف لإتاحة الفرصة لفتح منتصف الملعب -المفتوح أصلاً!- والإنطلاق منه بسهولة ويسر.

الهولندي تأخر في التغييرات كثيراً كثيراً فكانت أولي تغييراته هي الدفع بأسامة حسن الظهير الأيسر بدلاً محمد أبو العلا لاعب الخط الوسط، وليته أعاد مجدي لمركزه في خط الوسط بل أبقاه في مركز الظهير الأيسر حتي استفاق كرول من غفلته وقام بالدفع بمجدي عطوة علي حسابه قبل نهاية اللقاء بدقائق قليلة ليكون هذا هو التغيير الثالث للزمالك في اللقاء.

التغيير الثاني للزمالك كان في الدقيقة 75 وأنزل كرول المهاجم الشاب جمال حمزة بدلاً من المهاجم العجوز عبد الحليم علي، الذي نناشده بان يقف وقفة جيدة مع النفس حتي لايتكرر معه نفس الموقف المحرج الذي تعرض له حازم إمام عقب مباراة الإسماعيلي في بداية الموسم.. حليم كان تائهاً في الملعب، بطيئاً في حركته، متسرعاً "بيباصي الكورة وخلاص"كالعادة طوال الفترة الماضية.

كرول قال في المؤتمر الصحفي ان الزمالك كان يلاعب الأهلي في بعض الوقات وكان يلاعب نفسه في بعض الأوقات، وهذه جملة صادقة تماماً فالزمالك كان يلاعب نفسه في بعض الأوقات بل وهزم نفسه بنفسه ولكن ذلك بفضل إدارة كرول الفاشلة للمباراة.

جماهير الزمالك كانت قد عقدت آمالاً كبيرة في الفوز علي الأهلي أمس وكان معها كل الحق، فلأول مرة من أربع سنوات يكون موقف الزمالك هو الأفضل ولاعبوه هم الأقوي والأفضل.. ولكن ما لم تضعه جماهير الزمالك في الحسبان أن من يقود دفة المباريات في الزمالك الآن مدرب لياقة بدنية "قدير" نجح في الإرتقاء بمعدلات اللياقة البدنية بشكل ملحوظ، ولكنه لم يرتقي بعد لمنصب مدير فني "قدير"، لينقلب الوضع تماماً عن آخر مباراة أمام الأهلي في نهائي كأس مصر حيث كان يقود الزمالك مدير فني قدير علي المستوي الفني وإن فشل في رفع معدلات اللياقة البدنية ألا وهو هنري ميشيل.

الزمالك خسر أمام الأهلي ولكن آمال الفوز بالدوري لم تتبخر إطلاقاً، ولكن علي مجلس إدارة نادي الزمالك المعين سرعة التحرك لسد الثغرات الواضحة في الفريق.. فالمطلوب منهم أولاً هو تعيين مدرب عام للفريق يكون بجوار كرول ويعاونه وسوف يسهل هذا المدرب الكثير من الأمور الفنية التي لا زالت مستعصاة علي الهولندي.

وأثناء تصفحي لموقع نادي الزمالك الرسمي علي الشبكة العنكبوتية وجدت تصريحات من مصدر مسئول بنادي الزمالك تقول ان الهزيمة من الأهلي ليست نهاية المطاف.. وهذه حقيقة، وحول رأيه في رود كرول وجدته يقول:" أن المدرب جاء في وقت صعب وقبل ساعات من بداية الموسم في 13 أغسطس الماضي، ورغم ذلك فقد نجح في التعرف على أمكانات اللاعبين في فترة وجيزة وتمكن من توظيفهم بالشكل المناسب."

وبالرغم من أنني أختلف معه في الشق الثاني من الجملة، ولكن مادام قد جاء قبل بداية الدوري بساعات.. طيب ماتجيبوا مدرب عام يساعده ياعم!!

المطلوب من المجلس ثانياً هو دعم الفريق في مركزيّ الظهير الأيمن وخط الوسط المدافع في يناير المقبل، وألا يكتفي باللاعبين الذين تعاقد معهم النادي قبل بداية الموسم فالثغرات لاتزال واضحة.. هل المجلس علي علم بتصريحات الصقر المصري أحمد حسن والذي قال فيها أنه قد يعود لمصر في يناير المقبل وإن لم يعد فسيعود بالقطع في نهاية الموسم؟ أتمني!

في النهاية تبقي كلمة.. وهي كلمة شكر وتقدير لجماهير الزمالك الصابرة المكافحة التي ملأت أرجاء ستاد القاهرة أمس وتفوقت علي جماهير الأهلي كما أكدت سجلات ستاد القاهرة الدولي.. هذه الجماهير التي لم تنقطع يوماً عن مؤازرة فريقها الذي يخذلها منذ أربع سنوات بنجاح منقطع النظير!